كورونا ورمضان. صلاة التراويح والصيام يواجهان خطر الإلغاء




منذ أيام كشفت المملكة العربية السعودية عن اتجاهها لإلغاء الحج هذا العام وهو الفريضة الكبرى بينما بدأت الحكومة المصرية الإعلان عن إجراءات من شأنها تقليل التجمعات في شهر الصوم مثل إلغاء موائد الرحمن في حرم المساجد بينما يتساءل المسلمون عن تعليق فريضة الصوم في تلك الظروف الصعبة إذ حذر الأطباء من خطورة جفاف الحلق الذى يجعل الجسم مستعدا لالتقاط عدوى الفيروس ومن ثم فإن تعليق فريضة الصوم هذا العام تشبه ما حدث أيام الشدة المستنصرية حين عانت مصر خطري وباء الطاعون والمجاعة معا.

قد يدفع وباء كورونا مفتي الجمهورية أو مفتي الحرمين الشريفين إلى الإعلان عن تعليق فريضة الصوم هذا العام كذلك فإن الأمر لن يقتصر على ذلك بل سيمتد إلى صلاة التراويح التي ينتظرها المسلمون سنويا ليصطف الآلاف في المساجد لتأدية الشعيرة المحببة وسط تكهنات بإلغائها لتلحق بصلاة الجمعة التى علقت منذ أسابيع وتغيير الآذان ليصبح "صلوا في بيوتكم"
الكنائس لم تكن بعيدة هي الأخرى عن الوباء إذ أعلن قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عن وقف صلوات أسبوع الآلام وهو الأسبوع الذى يعتقد المسيحيون إنه شهد تعذيب المسيح وصلبه ومن ثم فيعتبر أقدس أسبوع في العام يقابله المسيحيون بالصلاة والصوم، كذلك فإن السلطات الإسرائيلية ألغت هي الأخرى طقس الحج المسيحي المعروف باسم التقديس هذا العام بعدما انتشر وباء كوفيد 19 المعروف باسم كورونا في مدينة بيت لحم قادما مع السياح فبدأ إغلاق كنائسها الذى امتد لمدينة القدس فتم إغلاق كنيسة القيامة وسط تحذيرات شديدة من خطورة التجمعات بينما تم السماح لقس واحد فقط ومرتل وشماس بصلاة القداس لكي يتم بثها أونلاين لجميع المسيحيين.
شكل وباء كورونا تحديا أمام جميع المؤمنين إذ تسبب في إغلاق دور العبادة وتعليق الفروض الدينية التى تتطلب تجمعات وكأنه يبعدنا عن طريق العبادة بالقوة ليفسح الطريق أمام العبادة الفردية وذكر اسم الله وحيدين لعله يسمع ويرفع عن العالم خطر هذا الوباء الذى يذكر بأيام موجة الطاعون في القرن الرابع عشر حين قتل آلاف البشر.
حالة من التخوف تشغل مسلمو العالم، خلال الأيام الجارية، خشية من أن يحل عليهم شهر رمضان الكريم في ظل تلك الأزمة الراهنة لفيروس كورونا المستجد، والذي يتطلب لمواجهته مناعة قوية ومواصلة شرب المياه، بحسب منظمة الصحة العالمية، وفي ظل انتظار موقف الأزهر الشريف من جواز أو عدم جواز إفطار المسلم في شهر رمضان.
إليك أبرز وأشهر المواقف التي أقرت فيها دار الإفتاء جواز إفطار المسلم في شهر رمضان:
1-    عشية يوم الخامس من أكتوبر عام 1973 والموافق 9 من رمضان، أقر الأزهر الشريف على ضرورة إفطار الجنود المقاتلين في حرب الشرف "حرب أكتوبر" ، رغم رفض الجنود.
2-    إفطار الطلاب في رمضان بسبب الامتحانات في حال تضرر الطالب بالصوم، أو أن يكون الصوم سببا في رسوب الطالب، شرط ألا يتجاوز في الإفطار أيام الاحتياج والضرورة للمذاكرة، جدل واسع شمل تلك الفتوة، إلا أن الأمر في النهاية عائد لدار الإفتاء.
3-    تصريح دار الإفتاء للاعبي كرة القدم بوجوب إفطارهم في رمضان الماضي، مشيرة أنه يجوز للاعب الإفطار في رمضان في حال ارتبط بعقد مع ناديه ، والذي يعد مصدر رزقه، وبحسب العقد يجب عليه اللعب خلال هذا الشهر وسيأثر الصيام على تركيزه، فإن له رخصة الفطر، أو في حالة سفر اللاعب للمشاركة في مباريات تبعد بمسافة 83.5  كيلو متر، شرط ألا تتجاوز إقامته اكثر من 3 أيام. 

Popular posts from this blog

Low-Cost Travel: A Smart Traveler’s Guide to Exploring the World on a Budget

How to Master the Stress of Every Day Life With Five Essential Strategies